فلسطينُ .. يا روضة الطيِّبينْ ..
ستبقينَ يا قبلة الأولين*** منارةً لأمتنا الظافرة
فلسطينُ .. هذا الظلامُ الفجورُ** سيرحلُ ، والطُّغمةُ الفاجرة
ويُسفرُ صبحٌ بديعُ المحيَّ**** يذكِّرُ بالصحبة الغابرة
فلولا الجهادُ لصِرنا عبيد*** نلوذُ بأحذية السامرة
فلسطينُ يا روضة الطيبين**** لنا في رُباكِ المُنى الطاهرة
فلسطينُ يا ديارَ العِزة والكرامة .. ويا منبع البطولة والشهامة .. فلسطينُ يا بلدَ الأوفياء .. ويا مسرى خاتمِ الأنبياء .
فلسطينُ يا صانعةَ الأبطال ، ويا بانيةَ الأجيال ، أيا جامعةَ التضحيةِ وبذلَ الرِّجال ..
فلسطينُ .. أُقسِم بالذي رفَعَ السماء ..وعلَّم آدم الأسماء .. أننا إليكِ مشتاقون .. وللصلاة في أقصاكِ متلهِّفون ..
فمهما
جاوركِ الظالمون فإنَّ صبحَ النصرِ آتٍ – بإذن الله - ، ومهما حاولوا أن
يُطفئوا نورَ الله الذي ينبثقُ من قلوبكم فإننا على ثقةٍ بأن الله لن
يترُكَكَم .. ولن يُهمِلَهم .. { يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } الصف 8
إنَّ من أصول ثوابتنا ، ومن مسلَّمات عقيدتنا ، أن نُوقِنَ بأن الله عزوجل ناصرٌ دينه لا محالة – تقدَّم ذلك أم تأخر – .
وإنني
أبعثُ – من هذا المنبر المبارك – برسالة محبةٍ وإخاء ، وشكرٍ ووفاء ، إلى
الجنودِ الأبطال ، والرجالِ البواسل الذين يقودون دُفَّة الذودِ عن حِمى
المسجد الأقصى وما حوله من تلكَ الديار المباركة .. رسالةٌ تقولُ بقولِ
الله : { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال10
فلا
تجزعوا من كثرة العدوِّ وقِلَّتكم ، فما النصرُ إلا من عندِ اللهِ العزيزِ
الحكيمِ ، يُؤتيهِ من يشاءُ وليس بكثرةِ الجُندِ والرِّجال .
وقد
تكرهون شيئًا وهو في حقيقته خيرٌ لكم , وقد تُحبُّون شيئًا لما فيه من
التمكين أو النُّصرةِ العاجلة , وهو شرٌ لكم ، والله تعالى يعلمُ ما هو
خيرٌ لكم , وأنتم لا تعلمون ذلك ، فـ { اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } آل عمران200
إنها
رسالةُ عاجزٍ ضعيف ، لا يملكُ سِوى دعاءَ الملِكِ الجبَّارِ – جل جلاله –*
بأن يُسدِّدَكم ، وأن يحميَكم ، وأن يجمَعَ بين قلُوبِكُم ، وأن يرفعَ
الضُرَّ عنكم ، إنه وليُّ المؤمنين .
ولِيعلَم المنافقين الذين كَشَفَ
الله ما في قلوبهم حين قال المؤمنون المجاهدون الصامدون لهم : تعالوا
قاتلوا معنا في سبيل الله , أو كونوا عونًا لنا بتكثيركم سوادنا , حتى
تعودَ ديارنا ، وترجعَ مقدَّساتنا ، فخانوا وولَّوا ، وفرُّوا وما ثبتوا ،
ونكصوا على أعقابهم ، وذهبوا يطلُبُون النصرَ من أسيادهم وأذنابهم من
الفُجَّار الأشرار ، لِيَعلَم هؤلاء ومن خلفهم بأن الدائرة ستكون عليهم ،
وأنهم مدحورون مخذولون منبوذون ، وأن جُندَ الله هم الغالبون ، وحزبَ
الإيمان هم المنصورون – بإذن الله – واللهُ حسبنا وهوَ نِعمَ الوكيل .